responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 127
وارفع الدرجات إذ لا دين ولا نبي أعلى وأكمل من دينكم ونبيكم لظهوره على التوحيد الذاتي لذلك ختم به صلّى الله عليه وسلّم امر النسخ والتبديل وظهر في دينكم سر قوله سبحانه ما يبدل القول لدى الآية إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ مصدقين متحققين بتلك المرتبة العلية متمكنين فيها آتنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
إِنْ يَمْسَسْكُمْ ويصبكم ايها المجاهدون المحمديون في سبيل الله لإعلاء كلمة توحيده قَرْحٌ ضيق ومشقة من اعداء الله يوم احد لا تبالوا به ولا تضعفوا بسببه فعليكم تذكر يوم بدر فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ اى أعدائكم قَرْحٌ مِثْلُهُ بل أشد من هذا ومع ذلك لم يضعفوا ولم يجبنوا مع كونهم ساعين على الباطل وأنتم أحقاء بان لا تضعفوا ولا تجبنوا لأنكم مجاهدون في طريق الحق ساعون لترويجه وَبالجملة تِلْكَ الْأَيَّامُ اى ايام النصر والظفر والفتح والغنيمة ايام وازمان نحن نُداوِلُها بَيْنَ عموم النَّاسِ وجمهور الأنام محقهم ومبطلهم مؤمنهم وكافرهم ليعلموا انهم بأجمعهم تحت حيطة اوصافنا الجمالية والجلالية واللطفية والقهرية وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ العليم الحكيم ويميز سبحانه بمقتضى علمه وحكمته الَّذِينَ آمَنُوا بتوحيد الله عن غيرهم بان أمرهم على الجهاد مع الأعداء ليتحققوا بالفناء ويفوزوا بشرف البقاء وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ ايها المؤمنون شُهَداءَ واصلين فانين في الله فائزين بشرف بقائه ولقائه صائرين احياء دائمين وَاللَّهُ المتوحد بذاته لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ المجاوزين عن طريق توحيده المائلين عن صراطه المستقيم
وَلِيُمَحِّصَ اى ليصفى ويطهر اللَّهُ المدبر العليم الحكيم بلطفه قلوب الَّذِينَ آمَنُوا اى تيقنوا وتحققوا بصفاء مشرب التوحيد الذاتي وَيَمْحَقَ يهلك في ظلمة البعد والإمكان والعذاب الشديد الْكافِرِينَ الساترين بهوياتهم الباطلة الكثيفة نور الوجود الحق اللطيف أتحسبون وتطمعون ايها المريدون القاصدون سلوك طريق التوحيد انكم كلكم مستوون عند الله في السلوك
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ اى الوحدة الذاتية وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ اى لم يفرق ولم يميز بعلمه الحضوري الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ في سبيله ظاهرا وباطنا وبذلوا جهدهم فيه ومهجهم في ترويجه حتى صاروا فانين في الله شهداء حضراء عنده باقين ببقائه عن المتقاعدين المتكاسلين منكم وَايضا لما يَعْلَمِ ولم يميز منكم الصَّابِرِينَ المتمكنين في مرامي القضاء الراضين بما جرى عليهم من سهام التقدير والبلاء بلا اقدام ولا احجام من غيركم
وَبالجملة لَقَدْ كُنْتُمْ أنتم ايها المحمديون الموحدون المستكشفون عن سرائر التوحيد الذاتي تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ الموصل الى مرتبة اليقين العيني والحقي فيما مضى عند وصولكم الى مرتبة اليقين العلمي مسرعين عليها شوقا واستلذاذا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ الآن معاينين مشاهدين قتل إخوانكم وَبعد ما ظهر امارات التوحيد ولمع سراب الفناء وبرق صوارم القضاء من أفق عالم العماء المفضية الى إهلاك الغير والسوى مطلقا أَنْتُمْ ايها الطالبون الوصول الى جنة الذات تَنْظُرُونَ تبطؤن وتفترون
وَاعلموا ايها المؤمنون المتوجهون نحو توحيد الذات ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ من الرسل هاد لكم الى طريق التوحيد قَدْ خَلَتْ ومضت مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ الهادون اليه مثله المنبهون على طريقه وان كان في ضمن توحيد الصفات والأفعال وبالجملة ما لهم وله صلّى الله عليه وسلّم وعليهم الا التبليغ والتنبيه فعليكم ان تتنبهوا وتتحققوا بمقام التحقيق واليقين معرضين عن قشور التقليد والتخمين أَتؤمنون به صلّى الله عليه وسلّم وتسترشدون منه ايها المريدون حال حياته فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ ورجعتم عَلى

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست